الأربعاء، 27 فبراير 2013

. . .


يقول نيوتن في قانونه الأول : [ الأجسام الساكنة تبقى ساكنة، والأجسام المتحركة تبقى متحركة بخط مستقيم مالم تؤثر عليها ( قوة خارجية) ] .
لو فكرنا في إستبدال ( الأجسام/المواد ) ووضعنًا بدلًا من ذلك ( أحداث واقع حياتنا )، هل سوف تتمَّ بنفس الطريقة التي نصه عليها قانون نيوتن؟
في فترة ما ( سابقة )، كنتُ دائما ما اُردد أن لــ الحياة لون قد بهت، حتى اللون الأبيض واللون الأسود قد تجردت منهم، باهتة فقط؛ في حينها أصبحت –الحياة- كـالقهوة التي فقدت مرارتها الحلوة! ...
عندما تكون مجريات أحداث حياتك كما التي تعطل سيرها في وسط إزدحام الطريق، فلا أنت قادر على تحريكها ولا حتى تحريك نفسك، فتبقى واقفًا، مُسّتندًا على بضعِ خطوات محاولًا فيها التحرك يمينًا أو يسارًا، وتبقى لِتَرتجي ( قوةً خارجية ) تُزيحك من هذا الطريق، أو تُساعدك على التحرك فتتحرك بعدها مُجريات حياتك، فتعود الالون إلى زهوتها، وتعود أنت إلى أرتِشاف القهوة التي منها يحترق لِسانك من شغفك وشوقك لها.
لكن ما إذا لم تكن هناك ( قوة خارجية ) تتزحزح بها؟ .. .. ماذا إذا كانت مجريات حياتك كمن ركبت ظهر سلحفاة عجوز، هرم الزمن بها!؟ .. ببساطة سوف( تشعر) أن خلف ظهر هذه السلحفاة الموت لامحالة، لكنه يتشكل بشكل بطيء، فتدعوه أنت بِالإستعجال، أن كان حقًا قادم! ..
التفكير الذي يدعو نفسه،[ هو هل حقًا من الممكن أن يحصل وتتوقف فيه الحياة؟ ].. فما الحياة إلا سلسلة طويلة من الأحداث والتي منها تتشكل كل فصول الرواية! .. [وهل البقاء يبدأ وينتهي بحدود هذه السلسلة؟]





الأحد، 24 فبراير 2013

وما الأخطاء إلا بذورًا نابتةُ



                                                                        


كثيرًا ما نُقابل أمورًا في حياتنًا تكون مفصولة، بمعنى أنها تحتاج إلى وسيلة لـ الرابط بينها، ويحدث أن نمضي وقتًا طويلا باحثين عن هذه الوسيلة (حلقة الوصل المفقودة)، لكن كُلما بحثنا كلما أبتعدنا عنها أكثر، حتي يمضي بنا الوقت إلى الأنّصِراف عن هذا الأمر
ننصرف عن هذا الأمر لانه كلما حاولنا الإقتراب منهُ أبتعد عنّا أكثر، أي أن بحثنا لم يُجدي نفعًا، فأحدث مشاكل لنّا وألبسنا تاجًا لايُنزع من الأخطاء في الوصولِ اليه 
نفكر في إعادة المحاولة مرة أُخرى، لكن هذا التاج ثقيل، حتى نبدأ بسؤال أنفسنا :
لماذا من الأصل وضع؟ .. لماذا يصعب علينا إنتِزَاعه؟
أهكذا الطُرق تغلق في أوجهنا؟ .. إذا لماذا من الأصل يتوجب علينا أن نسير ونربط بين هذه الأمور؟
هذا التاج ( تاج الأخطاء ) أغلق كل شيء، فألزامنا في مكان لانستطيع منه النهوض ثانيةً 

وعندما نحاول الذهاب لـ أمرًا أخر، نتردد في المضيِ قدمًا، نخشى من أنَّ نُعيد الكرة مرة أُخرى، فيحدث أنَّ نتراجع ونستقل وقتنًا في إيجاد طريقة لنزاع التاج الذي  وضع فوق رأسنا في المرة السابقة .
لكن مع الوقت لانرى أنفسنا إلا بين الأمر نفسه الذي خشينا من الذهاب إليه لكن بصورةً مُختلفة، أيضًا نجد أنفسنا أهدرنا وقتًا طويلا والتاج مازال لم يُنزع! .. وقد نعيد هذه الكره أُخرى وأُخرى ومن دونِ جدوى 

في خطوة من خطواتنا الأولى كُنا نرى الوسيلة المناسبة ( حلقة الوصل المفقودة ) لكننا كُنا نتجاهلها، أو كنا لم نُفكر بها، ومع فشلنا في الوصول إليها إلا أنها أهدتنا تاج زُين به رأسنا ومع ذلك مضينا في إيجاد طريقة للتخلص منهُ. لم نفكر بإن التاج زينة فوق رأسنا بل فكرنا بأنه ثقلًا، لم نسأل أنفسنا لِمَّ هو ثقيل؟ .. بل لماذا الأخطاء؟ .. لو لم يكن هناك أخطاء لما كُنا مُبتلين بهذا التاج الأن 
* * *
أنا لطالما حزنت من بعض الأخطاء التي ظننتُها تاج علق به راسي، كنت فقط أحاول أن أجد طريقة للتخلص من هذه الأخطاء، أي بمعنى كنت فقط أفكر بطريقة تُساعدني على نزع هذا التاج، لكن دائما ماكنتُ أرى نفسي أبذل جهد من التعب في هذا الأمر ولا أكثر من ذلك.
كنت أُفكر بأنه شيء ثقيل قد يجعلني أسقط في طريقي من ثقلة أن مشيت، كنت أسمع وأقرا أن الأخطاء أو هذا التاج سوف يكون/(تكون) أمر حسن لي بل أنها سوف تكون بذورًا في طريقي ينبُت منها أجمل أنواعًا من الزهور،
كنتُ أُسعد لهذا الكلام، لكن في المقابل كنت أحزن مرة أُخرى وأقول أين هذا البذور عنيّ؟
فمضيت وتركتُ تفكيري مُغلقًا عن هذه التُرهات، وأسميتها تُرهات لاني في حينها لم أكن أرى بذورًا منها يزهو طريقي!
عدتُ وأنغرست بالتفكير بهذا الأخطاء، لعلني أستطيع التخلص منها، .. أنا أُريد محوها، حرقها، نفيها .
لكن مرة أُخرى من دون جدوى، أستسلمت إلى أنها ثقل ولا أكثر من ذلك، تدثرت بذلك الغِطاء الذي يقول أن هذه إبتلاء من الله، تدثرت بهذا الغطاء ليس لاني كنتُ أرى فيه شيئًا جذبني إليه، بل كنت أُريد شيئًا أدسُ فيه تلك الأعباء، أو أضع هذا الغِطاء فوق التاج لعلهُ يُخّفيه عن ناظري فأنساهُ،
كنت أظن نفسي عندما أذهب للمحاولة في أخفاء ذاك التاج أو تناسي تلك الأخطاء أنني سوف أفعل أمرًا حسن، أو أنني أُكفر عني نفسي من هذه الأخطاء، واُريح راسي من ثِقل هذه التاج،
لكن ما كنت أفعل كان عكس ذلك، إذ أني كُنت أرتكب أخطاء أُخرى .
كانت الأخطاء بحد ذاتها هي البذور التي منها تنبت تلك الزهور، تاج الأخطاء لم يكن ثقيلًا بقدار ماهو جميل زُين به راسي، الأخطاء لم تكن إبتلاء بل نِعَمَّ لكنها لم تٌقدر، لم نقدرها ولم نفهمها، لم نعرفها أنها هي حلقة الوصل المفقود لِمُفترق طُرقنا.
الأخطاء من الأمور التي تتواجد في سلسلة الحياة لتكمل سير معيشتنا، إن رحبنا بها أستطعنا المضي قدما، وإن فكرنا في رميها بعيدًا نكون بذلك قد نزعنا قطعة من تلك السلسلة، وقتها سوف نقف عاجزين عن إكمال سيرنا!
أنا لستُ فخوره بـ ذاك التاج، لكني سعيدة لآني أرى نفسي قادرة على أن أمشى به، قادرة على أن أتوازن معهُ، والأجمل من ذلك قادرة أن أبتسم في وجه تلك الأخطاء .
فما الأخطاء إلا بذورًا نابتةُ، تفتح بابهًا لِتُوصلك إلى بابًا من الحُرية التي حُبست بداخل نفسك! : )